يحتل البروتين مكانة مركزية في عالم اللياقة وكمال الأجسام. لا يكاد يخلو يوم في حياة الرياضي من تناول مكملات البروتين أو حساب كمياته في النظام الغذائي، خاصة في مرحلة الضخامة العضلية أو التنشيف. ويُنظر إلى البروتين كمغذٍ أساسي لإصلاح الأنسجة العضلية التي تتهتك أثناء التمرين، وهو ضروري لتعزيز عملية بناء العضلات (Muscle Hypertrophy). في هذا المقال سنستعرض أنواع البروتين المستخدمة في الجيم، فوائدها، الكميات الموصى بها، وسنناقش رأي المنظمات الصحية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) والكلية الأمريكية للطب الرياضي (ACSM) وهيئة سلامة الغذاء الأوروبية (EFSA) حول سلامة وفعالية استخدام البروتين كمكمل.
---
أولًا: ما هو البروتين؟
البروتين هو أحد المغذيات الكبرى الثلاثة (مع الكربوهيدرات والدهون)، ويتكوّن من وحدات تُسمى الأحماض الأمينية. يوجد 20 حمضًا أمينيًا، تسعة منها تُعد أساسية يجب الحصول عليها من الغذاء، وهي ضرورية لإصلاح الخلايا، بناء الأنسجة العضلية، تصنيع الإنزيمات، والهرمونات.
الجسم لا يخزّن البروتين مثل الدهون، لذلك من المهم استهلاكه يوميًا بكميات كافية، خصوصًا للرياضيين.
---
ثانيًا: أنواع البروتين المستخدم في الجيم
1. بروتين مصل اللبن (Whey Protein)
يُستخلص من الحليب أثناء صناعة الجبن، ويُعد أشهر أنواع البروتين المستخدمة في المكملات الرياضية.
سريع الامتصاص.
غني بالحمض الأميني “ليوسين” الذي يحفّز بناء العضلات.
يُنصح بتناوله مباشرة بعد التمرين.
منه أنواع: واي بروتين مركز (Concentrate)، معزول (Isolate)، مهدرج (Hydrolyzed).
2. بروتين الكازين (Casein Protein)
يُمتص ببطء على مدى 6-8 ساعات.
مناسب للاستخدام الليلي أو بين الوجبات.
يساعد في تغذية العضلات خلال فترات الصيام.
3. البروتين النباتي
يُستخرج من مصادر مثل الصويا، البازلاء، الأرز، الشوفان.
خيار مناسب للنباتيين أو من لديهم حساسية من الحليب.
يُفضل مزجه مع مصادر مختلفة للحصول على ملف أميني متكامل.
4. البروتين متعدد المصادر
خلطات تجمع بين الواي والكازين والبروتين النباتي لتحقيق إفراز سريع وبطيء في الوقت ذاته.
---
ثالثًا: فوائد البروتين لممارسي الجيم
تحفيز بناء العضلات بعد التمارين المقاومة.
تقليل فقدان العضلات في فترات التنشيف.
دعم الشبع وتقليل الشهية، مما يساعد في التحكم في الوزن.
تسريع الاستشفاء العضلي وتقليل آلام ما بعد التمرين.
تحسين الأداء الرياضي العام على المدى البعيد.
---
رابعًا: الكمية اليومية الموصى بها من البروتين
تختلف الكمية حسب مستوى النشاط والهدف:
الهدف كمية البروتين الموصى بها
الفرد العادي قليل النشاط 0.8 - 1.0 غرام لكل كغ من الوزن
النشاط المتوسط أو الرياضي العام 1.2 - 1.6 غرام لكل كغ
بناء العضلات (الضخامة) 1.6 - 2.2 غرام لكل كغ
التنشيف 2.0 - 2.5 غرام لكل كغ (للمحافظة على العضلات)
مثال عملي:
شخص وزنه 77 كغ ويريد الضخامة:
يحتاج إلى 123 - 169 غرام بروتين يوميًا.
---
خامسًا: التوقيت المناسب لتناول البروتين
بعد التمرين مباشرة: لزيادة تخليق البروتين العضلي.
قبل النوم: باستخدام الكازين لتغذية العضلات أثناء الليل.
مع كل وجبة رئيسية: لضمان توزيع الأحماض الأمينية على مدار اليوم.
دراسات متعددة (مثل تلك المنشورة في Journal of the International Society of Sports Nutrition) تؤكد أن توزيع البروتين بشكل متساوٍ على مدار اليوم أفضل من تناوله دفعة واحدة.
---
سادسًا: رأي المنظمات الصحية العالمية
1. منظمة الصحة العالمية (WHO)
توصي بحد أدنى يومي للبروتين يبلغ 0.83 غرام/كغ من الوزن للبالغين.
تعترف بأن الرياضيين والمتمرنين يحتاجون إلى كميات أعلى.
لا تعتبر استخدام مكملات البروتين خطرًا طالما لا يُستخدم بشكل مفرط.
2. الكلية الأمريكية للطب الرياضي (ACSM)
توصي الرياضيين بتناول 1.2 – 2.0 غرام/كغ يوميًا حسب نوع الرياضة.
تشير إلى أن البروتين مفيد لبناء العضلات، ولا يوجد ضرر من تناوله من المكملات إذا لم يكن بالإفراط.
3. هيئة سلامة الغذاء الأوروبية (EFSA)
ترى أن تناول حتى 2.5 غرام بروتين/كغ يوميًا آمن عند الأشخاص الأصحاء.
تؤكد ضرورة شرب الماء الكافي عند زيادة البروتين لتقليل العبء على الكلى.
تحذر من الاعتماد الكلي على المكملات وتهمل الطعام الطبيعي.
4. مؤسسة التغذية البريطانية (BNF)
تشجع على استهلاك البروتين من مصادر طبيعية مثل: اللحوم، البيض، الألبان، البقوليات.
تعتبر المكملات خيارًا مساعدًا وليست بديلًا.
---
سابعًا: مخاطر الإفراط في تناول البروتين
رغم فوائده الكبيرة، إلا أن الإفراط في استخدام مكملات البروتين دون توازن غذائي قد يؤدي إلى:
عبء على الكلى لدى من لديهم مشاكل مسبقة.
مشاكل هضمية مثل الغثيان أو الإسهال أو الانتفاخ.
زيادة غير مقصودة في الوزن إذا زادت السعرات.
نقص في العناصر الغذائية الأخرى إذا تم إهمال الكربوهيدرات والفيتامينات.
---
ثامنًا: هل البروتين كافي لبناء العضلات؟
الإجابة: لا.
يجب أن تتكامل العناصر التالية:
1. تمارين مقاومة قوية ومنتظمة.
2. سعرات حرارية كافية (فائض في حالة التضخيم).
3. نوم جيد لا يقل عن 7 ساعات.
4. توزيع البروتين على مدار اليوم.
--
البروتين هو ركيزة أساسية لكل رياضي يسعى لبناء عضلات أو تحسين الأداء. سواء حصلت عليه من الطعام أو من مكملات كـ "واي بروتين"، فالمهم أن تعرف الكمية التي يحتاجها جسمك وتلتزم بجودتها وتوزيعها. الأهم أن تتجنب الإفراط وأن تحافظ على توازن غذائي شامل. وكما توصي معظم المنظمات الصحية: اجعل الطعام الطبيعي هو الأساس، واستخدم المكملات حين يصعب تلبية الحاجة من الغذاء فقط.
تعليقات
إرسال تعليق